السياسية

قادة العالم الإسلامي يؤكدون على التمسك بحل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين

جديد24-صحف

أعلن قادة الدول الإسلامية المشاركين في أعمال قمة الدول الإسلامية الـ 14 في قصر الصفا بمكة المكرمة، ليل الجمعة السبت تمسكهم” بحل الدولتين وقضية القدس” ورفضهم “إي إجراء يمس الوضع التاريخي والقانوني للقدس”.
أكد البيان الختامي للدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية، المنعقدة في مكة المكرمة، ليلة الجمعة، تحت عنوان :”قمة مكة: يداً بيد نحو المستقبل”، على أهمية قضية فلسطين وقضية القدس الشريف بالنسبة للأمة الاسلامية.
وجدد البيان دعمه المبدئي والمتواصل على كافة المستويات للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد على ضرورة حماية حق العودة للاجئين الفلسطينيين بموجب الـقرار 194 ومواجهة أي إنكار لهذه الحقوق بكل قوة.
وشدد قادة القمة الإسلامية على رفض أي قرار غير قانوني وغير مسؤول يعترف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل.
ودعوا الدول التي نقلت سفاراتها أو فتحت مكاتب تجارية في المدينة المقدسة إلى التراجع عن هذه الخطوة باعتبارها انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والشرعية الدولية وتقويضاً متعمداً لمستقبل عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط ويصب في مصلحة التطرف والإرهاب ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
وسعت السعوديّة السبت إلى حشد تأييد الدول الإسلاميّة ضدّ إيران في قمّة مكّة التي غاب عنها الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان، محذّرةً من أنّ أمن إمدادات النفط في المنطقة أصبح في خطر بسبب هجمات نسبتها واشنطن والرياض إلى طهران.
والقمّة الـ14 لمنظّمة التعاون الإسلامي التي تضمّ 57 دولة، هي ثالث اجتماع على مستوى قادة الدول تستضيفه مكّة بعد قمّتَين خليجيّة وعربيّة ليل الخميس الجمعة حصدت خلالهما المملكة دعمًا في مواجهتها المفتوحة مع جارتها الشيعيّة.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح القمّة “للأسف الشديد، يضربُ الإرهاب في منطقتنا من جديد”، موضحاً “تعرّضت سفنٌ تجاريّة قرب المياه الإقليميّة لدولةِ الإمارات لعمليّات تخريب إرهابيّة”.
وتابع “تعرّضت محطّتا ضخّ للنفط في المملكة لعملياتٍ إرهابية عبر طائراتٍ بدون طيّار من قبل مليشيات إرهابيّة مدعومة من إيران”.
وحذّر الملك سلمان من أنّ “هذه الأعمال الإرهابيّة التخريبيّة لا تستهدف المملكة ومنطقة الخليج فقط، وإنّما تستهدف أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم”، معتبراً أنّها تُشكّل “تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحريّة والأمن الإقليمي والدولي”.
ورأى كذلك أنّ “إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرَها وإصلاح أجهزتها أصبحت ضرورة ملحة لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها أمتنا”.
وحمّلت واشنطن إيران مسؤوليّة الاعتداء على سفن قبالة الإمارات الشهر الماضي وبينها ثلاث ناقلات نفط سعودية ونروجية، بينما اتّهمت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، طهران بإصدار أوامر للمتمردين اليمنيين لمهاجمة المملكة.
– أمن المملكة –
تأتي هذه القمم والأحداث في خضمّ توتّرات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الخليج لمواجهة “التهديدات الإيرانية”.
وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران سريعاً منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي كان بدأ يفك العزلة الدولية عن إيران مقابل وقف أنشطتها النووية.
لكنّ واشنطن عادت وفرضت عقوبات مشدّدة على طهران، وأدرجت الحرس الثوري الإيراني على لائحتها للمنظّمات الإرهابيّة، بينما أعلنت إيران تعليق تنفيذ بعض تعهّداتها في الاتفاق النووي.
وتتّهم السعودية وحلفاؤها، لا سيّما الإمارات العربيّة ومصر والبحرين، إيران بتدريب وتمويل مجموعات مسلّحة في اليمن (الحوثيون) والبحرين، والعراق، ولبنان وسوريا (حزب الله).
وقال الأمين العام لمنظّمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين في خطابه أمام القمّة في مكة إنّ “المساس بأمن المملكة مساس بأمن العالم العربي والإسلامي، ومنظّمة التعاون الإسلامي تُطالب بموقف تجاه الاعتداءات على المملكة”.
وقبيل افتتاح الاجتماع الذي ينعقد كلّ ثلاث سنوات، أكّد الملك سلمان أنّ بلاده مصمّمة على التصدّي “للتهديدات والأنشطة التخريبيّة” في المنطقة.
وقال الملك على تويتر “نجتمع في مكّة لنعمل على بناء مستقبل شعوبنا، وتحقيق الأمن والاستقرار لدولنا العربية والإسلامية”.
وتابع “سنتصدّى بحزم للتهديدات العدوانيّة والأنشطة التخريبيّة، كي لا تعيقنا عن مواصلة تنمية أوطاننا وتطوير مجتمعاتنا”.
وتزامنت هذه التصريحات مع تحذير الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصرالله من أنّ أيّ حرب ضدّ طهران الداعمة له “لن تبقى عند حدود إيران” بل ستُشعل المنطقة بكاملها، منبّهاً من أنّ هذا يعني أنّ المصالح الأميركيّة “ستُباح”.
– إردوغان يغيب –
وتنعقد القمّة بغياب الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان. ويُمثّل وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو بلاده في هذه القمّة التي تريدها السعودية منصّةً لحشد التأييد ضدّ طهران.
وتعود آخر زيارة أجراها إردوغان للسعوديّة إلى العام 2017. واتّهم الرئيس التركي مسؤولين سعوديّين مرارًا العام الماضي بالتورّط في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصليّة بلاده في اسطنبول في تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي.
وإردوغان حليف رئيسي لقطر التي تتعرّض لمقاطعة سعوديّة. كما أنّ بلاده تُقيم علاقات مهمّة مع إيران، الخصم اللدود للرياض في المنطقة، خصوصاً في ما يتعلّق بالأوضاع في سوريا. وهو زار إيران مرّات عدّة في السنوات الأخيرة، آخرها في أيلول/سبتمبر 2018.
ويغيب عن أعمال القمّة أيضًا الرئيس الإيراني حسن روحاني وينوب عنه وفد من وزارة الخارجيّة، وكذلك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يُمثّله رئيس حكومته.
وكان روحاني وإردوغان والملك سلمان والشيخ تميم شاركوا جميعهم في القمّة الإسلامية السابقة الـ13 في اسطنبول عام 2016.
ومن المقرّر أن يُناقش قادة الدول الإسلاميّة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ومسائل أخرى بينها قضيّة “الإسلاموفوبيا”، على أن يصدر بيان ختامي بعد انتهاء أعمال القمّة.
وقال العاهل السعودي في خطابه “نُجدّد التأكيد على رفضنا القاطع لأيّ إجراءاتٍ من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف”.
من جهته، دعا الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي إلى “مكافحة الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية ضدّ العرب والمسلمين”.
ومنع عطلٌ في الصّوت قادة دوَل من الإدلاء بكلماتهم، ما دفع المنظّمين إلى طلب توزيع هذه الكلمات على الحاضرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى