السياسيةرياضة

الجزائر – مصر : السياسة تؤجل المصالحة الرياضية

 

عن tsa

الجميع كان يتوقع دفن الأحقاد بين الجزائريين والمصريين، بعد عشر سنوات من الأحداث المحزنة في القاهرة والعدوان الذي تم تسجيله ضد الفريق الجزائري الذي كان يشارك في مباراة تأهيلية لكأس العالم في نوفمبر 2009.

ومنذ بداية دورة كان 2019 التي نظمتها مصر، كانت الأصداء تشير إلى الأجوار المريحة والاستقبال الجيد للجزائريين على أرض الفراعنة، سواء للاعبين أو المناصرين، ولم تؤثر على ذلك بعض الأحداث التي تم تسجيلها على غرار ترحيل مناصرين رفعوا لافتات تحتوي شعارات سياسية تؤيد الحراك الشعبي.

ومع تقدم الخضر في المنافسة ، أصبح المشجعون الجزائريون أكثر عددًا ليصلوا إلى الذروة بعد التأهل الى النهائي ضد السنغال، ومعها بدأت تلوح في الأفق “تأجيل المصالحة الرياضية” لعدة أسباب فيما يلي بعضها.

المصريون شجعوا السنغال

بعد إقصاء المنتخب المصري في الدور الثمن نهائي تباينت الآراء حول من شجع المصريين في مباراة النهائي الجزائر ام السنغال، قبل أن يضع المدرب جمال بلماضي حداً للشك من خلال صراحته المعتادة، ففي نهاية المباراة ضد السنغال بفوز الجزائر والتتويج بالكأس الافريقية، طرح صحفي مصري سؤالا على بلماضي بشأن تشجيع المصريين للمنتخب الجزائري فكان الجواب من بلماضي صريحا “عندما أعود إلى فرنسا، يجب أن أراجع أخصائي العيون لأنني لم أر شيئًا مثل هذا”.

وبطبيعة الحال فإن بلماضي لم يكن يعاني من أي شيئ في عينيه، فما كان يقصده لاحظه الجزائريون جميعا وكل العالم، ويمكن التعرف على المصريين بسهولة من خلال قمصانهم الحمراء التي غزت المربعات المخصصة لمناصري السنغال دعما لخصم الجزائر.

بلاغ ضد محرز ودراجي “إرهابي”

وأثناء حفل تسليم الكأس والميداليات، ستثير عفوية رياض محرز جدلا آخر، فقد صافح قائد الفريق الوطني الشخصيات الثلاثة الأولى على المنصة فقط وهم (رئيسي الكاف والفيفا ورئيس الدولة الجزائرية) قبل أن يعود لاستلام الكأس، مع العلم أنه صافح كل من كان في المنصة عند تسلمه المداليات.

وبالنسبة للمصريين، فعل محرز ذلك إزدراء لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بزعمهم، غير أنهم تجاهلوا أن من بين من كانوا في المنصة أيضا خير الدين زطشي رئيس الفاف ومع ذلك يتمسك المصريون بادعاءاتهم ليصرح رئيس نادي الزمالك أن ذلك فضيحة ويسارع محامي الى تقديم بلاغ ضد محرز لوضع على القائمة الممنوعة من دخول مصر.

وبعد الحفل، شاهد العالم بأسره سلوك أعوان الحراسة في الملعب ضد اللاعبين الجزائريين، حيث عملوا على منعهم من الاحتفال مع المناصرين الجزائرين، ورغم خطورتها ، لم تثر هذه الحادثة رد فعل من الجانب الجزائري.

وفي اليوم الموالي جاء الدور على أنصار الخضر الذين تم نقلهم بأعداد كبيرة بفضل جسر جوي أقامته السلطات الجزائرية خصيصا لهذه المناسبة، حيث يتم تعنيفهم بطرق وحشية كما تظهره الفيديوهات التي تم تسجيلها.

ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، فقد تعرض حفيظ دراجي هو الآخر الى سهام التهجهم، واصفين إياه بالإرهابي وتم إطلاق دعوات لاعتقاله أو طرده من الأراضي المصرية بسبب زيارته منزل اللاعب الدولي المصري محمد أبو تريكة ولقاء والدته، وقد غادر حفيظ دراجي مصر الليلة الماضية دون التعرض لمكروه.

هل تجنب السيسي المشجعين الجزائريين؟

بالإضافة إلى الوقائع التي جرت قبل عشر سنوات، من المحتمل أن تكون الأحداث التي وقعت مؤخرا لها تأثير على ما يحدث، لا سيما بعد التعاطف الكبير الذي لقيته أسرة الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي توفي داخل السجون المصرية، والانتقادات اللاذعة للرئيس الحالي لمصر عبد الفتاح السيسي، مما جعله يتحاشى حضور اللقاء النهائي، مع العلم أن السلطات المصرية كانت تبحث عن أي شعار سياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى