سلايدر
عيدنا٠٠وعيدهم ٠٠!
(بقلم : ذ. عبد الصمد خشيع)
لا أخفيكم سرا فاجأني الاخ العزيز مراد الداهية فريد الناشط الجمعوي، الذي لا يبتغي من ذلك أن تكون له حظوة إجتماعية ولا استباق سياسي يؤمن به إنتخابات 2021، فلا هذا ولا ذاك ، اقول : بهذا العنوان، في إحدى تدويناته، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدت عن امرأة تغالب كتمانها في حزن اناخ أرجاء البيت بسبب إصابة زوجها بشلل مفاجىء الزمه الفراش، هذا الزوج كان هو المعيل طبعا للعائلة المكلومة، والتي ستجد صعوبة كبيرة في أن تعانق فرحة العيد بكل تفاصيله ومراحله، طالما ان أمال شراء خروف تبددت بكل المقاييس ٠
لا تهمني القصة لهذه العائلة المكلومة تحديدا في هذا المقال، بل ما يهمنا هو أن كثيرا من الأسر تعاني في صمت، وتغالبها انفتها وربما تاريخها ونسبها وحسبها ،في أن تشرح أوجاعها وتطرحها للعموم في مدينة خريبكة، التي تفتقد إلى تأطير جمعوي حقيقي يحسن إلتفاتته إلى البؤساء والى الناس الغلابة، دون متاجرة إنتخابية، ودون رياء جمعوي طبعا، أو ثقافة (الحنان الفيسبوكي)، هذه الأسر أقول: تكون لغمة سائغة لثلة من الساسيين الذين يحكمون المدينة ويسيرون شؤونها الإدارية ،في استقطابهم والتعاطف معهم والتصويت لصالحهم في الإنتخابات، بكل اخفاقاتها وتميزها، دون أعمالا للعقل ولا لما تمليه برامجها الساسية ولا كفاءتها في التسيير ولا تجربتها في عدة مجالات، لاتهم هذه المعايير، فتظل لحظة من طرق الباب واصطحب معه خروفا أو شاة للعيد هي لحظة الحبور الأكبر، وكأنها تذكرة الدخول إلى جنات الخلد لتلك الأسر البسيطة، التي لا تميز بين من يتخد من المناسبات وسيلة للاستقطاب ، وبين من يتوخى من الأسر أن تتحكم في مصيرها الدائم بالصبر على البلاء ، لكن بخطوات تابتة ٠
قد يخالفني الرأي الكثير، وهناك من يسميها مجرد مثالية جوفاء وكلام ابن عم حديث ، لان الواقع يؤمن بالواقع ، ولأن المنطق الإجتماعي لايؤمن بالمستقبل، بل يؤمن بالحاضر ، كما يقول المغاربة(نحن أولاد اليوم) أي التفكير في الموقف الذي تستبشر به الأسرة المعوزة بأضحية العيد، وهي تعيش على حزن كبير، بسبب فقرها ٠
الفطرة التي فطر الله عليها بعض الناس، أنها تعيش على قلب منكمش ومغلق، ولايمكن له أي القلب أن يفتح اسرته، إلا بعد أن تناوله مالا وفيرا، يثلج صدره ويعيد له إبتسامته، وهو ليس سلوكا منبوذا ، بل طبع أصيل يلازم الانسان في حياته، لأنه جبل عليه وفطره الله عليه، لأن القلب كما يقول العلماء يعرف انكماشا، وبمجرد آن يقبض مالا يتفتت، كما تبسط اليد بعد جماعها، هكذا هي طباع بعض الناس، لكن العقل يقضي بخلاف ذلك ويقود على أن الأصل في العمل الخيري، هو تأهيل الإنسان في تقرير مصيره بنفسه، وذلك بالبحث عن السبل الكفيلة بمراجعة مجموعة من المسلمات، ك”حق الشغل وربط المسؤولية بالمحاسبة، ومراقبة المال العام” ، لأن الفقر ليس ظاهرة مؤبدة على الدوام، سيما اذا تعلق بمدينة كخريبكة، بل هو نتاج خلل إقتصادي ساهم فيه ذلك السياسي الذي يتاظهر بالرحمة في الاعياد ، ويتنصل منها أثناء تقلده مناصب الأسياد ٠