سلايدرقضايا وحوادث

صمت حكومة العثماني أمام معاناة الفلاح ومواشيه مع الجفاف

غريب جدا صمت وزراء حكومة سعد الدين العثماني على كارثة الجفاف، الذي انطلقت مؤشراته الصعبة الناطقة بموسم فلاحي كارثي، مما أدى إلى ارتفاع أثمنة الأعلاف وغلائها بشكل مضطرد مقابل انخفاض مهول في أثمنة بهائم ومواشي الكسيبة بالأسواق المغربية. دليلنا في ذلك أنباء تتحدث عن نفوق خرفان حديثة الولادة ببعض المناطق وانتشار أمراض بسبب الجفاف وانعدام الكلأ.

أمام هذا الوضع المقلق، وفي غياب خطة لمواجهة شبح الجفاف، ينشغل وزراء أحزاب الأغلبية، باستقطاب أعضاء جدد، وتهافت صقور حزب العدالة والتنمية نحو العالم القروي لاستمالة أصوات الناخبين، وكأنهم يسيرون نوادي و فرق رياضية في الميركاتو استعداد لاستحقاقات 2021.

لقد نفق أكثر من 20 خروف حديثي الولادة بأحد دواوير منطقة عبدة، بسبب الجفاف”، خبر أكده مصدر الجريدة .

وأوضح في سياق حديثه عن كارثة الجفاف، بأن شح التساقطات المطرية بجهة مراكش أسفي تظهر جليا على الأراضي الفلاحية المزروعة التي تحولت إلى بقع قاحلة بدون كلأ. واستطرد محدثنا قائلا: “الجفاف بطبيعة الحال يؤدي إلى انتشار الأمراض سواء في الأوساط البشرية أو الحيوانية، بالإضافة إلى نفوق الخرفان حديثي الولادة بسبب قلة الحليب في ضرع المواشي”، معربا عن قلقه بخصوص “تأثير الجفاف ونفوق المواشي على القطيع بالنسبة للموسم القادم”.

وعاينت “جديد24” مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية المزروعة (بورية) بمنطقة عبدة وأحمر والرحامنة، تحولت إلى بقع جرداء، تهيم وسطها بهائم ومواشي تنقب على الكلأ دون جدوى، جراء عدم انتظام التساقطات المطرية خلال شهر فبراير خاصة، مما أدى إلى ارتفاع غلاء أثمنة الأعلاف بالأسواق الأسبوعية مقابل انخفاض مهول في أثمنة المواشي المخصصة للكسيبة.

وفي اتصال بأحد المتتبعين للشأن الفلاحي بالمنطقة تساءل باستغراب قائلا: “كيف يمكن للفلاح البسيط أن يصرف مبلغ 20,00 درهم يوميا لتوفير العلف لرأس واحد من قطيع مواشيه؟ وهل باستطاعته صرف 600,00 درهم شهريا على شات واحدة ترضع خروفا حديث الولادة لضمان عدم نفوقه؟ “

وأوضح في سياق حديثه عن معاناة الكسابين الصغار مع الجفاف بالقول “حتى المناطق الشمالية والشرقية التي كانت ملجأ للرعي لقطعان الجنوب المتضررة من مؤشر الجفاف، تعرضت بدورها للقحط هذا الموسم”. وأضاف “منطقة الشاوية بدورها تعاني اليوم من قلة المساحات المخصصة للرعي والتي كانت تعتبر نقطة مضيئة لضمان استمرار حياة قطيع المواشي بالمغرب”.

وفي سياق متصل طالبت عدة أصوات متتبعة لظاهرة الجفاف وانعكاسها السلبي على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على العالم القروي بمختلف مناطق المغرب بـ “ضرورة التعجيل بوضع استراتيجية واقعية تتصالح مع متطلبات الفلاح الآنية”، حيث فصلت مطالبها المستعجلة بدءا من “توفير حماية قانونية للكساب البسيط، من خلال توفير الأعلاف بأثمنة مدعمة بعيدا عن المضاربة، واستنهاض الأطر البيطرية للقيام بمراقبة القطيع وتلقيحه ضد الأمراض مجانا، وتسهيل مأمورية تغطية المناطق التي تحتاج لنقط ماء شروب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى