جديد24سلايدرشاشة جديد24

الجشع وقلة القناعة عنوان لتسابق أسر ميسورة على قفف الفقراء

جديد24- خالد مكيلبة

إن المتتبع لجميع المبادرات الوطنية منذ فرض الحجر الصحي بالمملكة المغربية، لا يمكنه إلا أن يشيد بالمبادرات السامية لملك البلاد الذي فضل شعبه على الاقتصاد، وذلك بشهادة كبريات القنوات والجرائد الدولية، ولا يمكننا أيضا نكران الروح الوطنية التي أبان عنها مجموعة من أثرياء ومؤسسات البلاد الذين ساهموا بمبالغ مالية ضخمة لدعم البلاد.
فالمملكة المغربية كانت سباقة لاحتواء وباء فيروس كورونا وحماية المواطنين، ولم تتوقف عند هذا الحد بل منذ بداية تفشي الفيروس، أمر ملك البلاد بإحداث صندوق مكافحة جائحة كورونا، الذي خصصت فيما بعد أمواله لدعم الأسر الفقيرة، التي توقف رزقها بسبب الحجر الصحي، وبالموازاة مع ذلك شرعت مجموعة من جهات المملكة بتخصيص ميزانيات مالية ضخمة لتوزيع قفف على الأسر الفقيرة، وقد استقينا في مقالنا هذا جهة بني ملال خنيفرة، التي خصصت مليار سنتيم من أجل اقتناء 50 ألف قفة غذائية،  تتضمن المواد الضرورية لسد حاجيات الأسر من المواد الأساسية خاصة السكر،الزيت، الدقيق،الشاي، الأرز و العجائن، على أن يتوصل كل إقليم وبإشراف مباشر من السلطات الإقليمية بحصة تقدر ب10.000حصة غذائية لتوزيعها على الأسر المستحقة.
ومنذ انطلاق هذه المبادرة تقوم سلطات مدينة سوق السبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح، بمجهودات جبارة لتوزيع هذه القفف على الأسر الفقيرة، التي هي في حاجة لهذه المساعدة، إلا أن المتتبع للشأن المحلي بهذه المدينة لا يمكنه، إلا أن يشجب جشع وقلة عفة بعض الأسر الميسورة التي تتسابق مع الأسر الفقيرة للحصول على هذه القفف، وهو ما يعبر عن الانحطاط والانحلال الأخلاقي الذي ينخر عقول هذه الفئة، التي عوض أن تساهم وتتبرع لدعم البلاد والفقراء، اختارت أن تتسابق مع الفقراء للحصول على قفف هم في غنا عنها.
فالأمور التي عايناها لا يمكن إلا أن نسجل شجبنا لها، ودعوة أصحابها للحد من هذا التصرفات المشينة، حيث أن هناك أرباب أسر لهم مشاريع قارة، وبعضهم له أبناء موظفون بالوظيفة العمومية، ونساء رجال تعليم، وملاك أراض، يزاحمون فئة فقيرة لا تستطيع توفير قوتها اليومي حتى في الأحوال العادية، فما بالك عند توقفهم عن العمل، وهو ما يجعلنا نوجه الدعوة لهؤلاء الأسر الميسورة إلى الانخراط في المجهودات الجبارة التي تقوم بها المملكة المغربية، والتحلي بالروح الوطنية، التي يتمتع بها المغاربة الأحرار المعروفون في جميع بقاع العالم، بالجود والكرم والتضحية في سبيل الوطن، ودعم بعضهم البعض، لأن الظروف الحالية تلزم علينا التضامن، وليس التسابق على رزق فئة وحرمانها منه.
كما نجدد دعوة هؤلاء الأسر الميسورة، إلى الانخراط في المبادرات التي قام بها بعض أغنياء وأعيان المدينة، الذين تبرعوا بمبالغ مالية محترمة وزعت عن طريق اقتناء قفف وتوزيعها على فقراء المدينة، ولم يقتصر أغنياء وأعيان المدينة على هذا الحد، بل بعضهم خصص جميع آلياتها الفلاحية وموارده البشرية، لتعقيم شوارع وأزقة المدينة، خدمة للوطن والمواطنين، حيث لقيت هذه المبادرات استحسان من طرف الساكنة.
كما نوجه الشكر للسلطات المحلية من باشا المدينة، وقياد ورجال الأمن الوطني والقوات المساعدة ، وأعوان السلطة، الذين أبانوا عن روح وطنية خالصة، حيث منذ انطلاق عملية تسجيل وتوزيع القفف يعمل هؤلاء ليل نهار على تسجيل المحتاجين فقط، حيث عملوا على تسجيل الأسر الفقيرة بدون علمها، وهو ما يعبر عن نبل هذه المبادرة التي تستحق الشكر والتناء، وهو ما يعبر كذلك عن الدراية الجيدة التي يتمتع بها أعوان السلطة بالمدينة، الذين يعرفون جيدا من يستحق الاستفادة من هذه المبادرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى