جديد24سلايدر

ياسمين الحاج: كورونا والتغيير

ياسمين الحاج

رب ضارة نافعة وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم …السؤال المطروح اليوم .. ماذا بعد هذه الجائحة ؟ مؤكد أن الجواب لا يحتاج إلى مقال، بل لدراسات معمقة واستراتيجات محكمة،سوف تظهر المؤلفات العديدة عن عالم ما بعد كورونا ، يمكننا من اليوم أن نستشرف  بعض من أوجه الزمن القادم، التي تستند للحقائق التي تكشفت للقاصي والداني مما فرضته كورونا على الانسان والعالم.

سيولد مغرب جديد بعد كورونا ، مغرب التحديات والفواصل الفارقة بين تفشي الثراء وانعتاق الطبقة الفقيرة، بين الجهل والعلم ، بين التفاهة والوعي ، كورونا عرت على الواقع وستجعل من المحنة منحة لا محالة ،فالحقيقة الأولى والأخيرة اليوم عندما اكتشف الجميع أولوية الأمن الصحي قبل الأمن العسكري وقبل الاستثمار في التفاهة ، وهي حقيقة وقفت عندها الدول العظمى كما عجزت أمامها بنفس القدر الدول النامية ، فهل سنضع مستقبلا الأمن الصحي على رأس أولويات استراتيجيات الدول بنفس مستوى التعليم و التكنولوجيا والأمن .
هل سنكون اوفياء للقناعات التي ترسخت في هذه المرحلة ؟ هل سنحارب التفاهة والظلم والمحسوبية والاستغلال والريع ،هل نكرم معتقلي الرأي باطلاق سراحهم والاعتراف  لهم بسبق التنديد بواقع  المستشفيات الأشبه بالمقابر ،وصرخوا لأن  المنظومة التعليمية فاشلة؟

إنها فرصة للمصالحة والاصلاح ، عجز الجميع فلم نجد سوى جرأة التدابير الوقائية وقائد اختار حياة شعبه عن اقتصاد بلده ، لم نجد سوى الأطقم الطبية والجنود المجندة على الطرقات التي بح صوتها وهي تصرخ (ادخلوا بيتكم حماية لكم ولوطنكم) .. لم نجد سوى أصحاب البدل الخضراء ملطخة بالتراب تسهر على راحتكم، ولم نجد سوى قربان البدل البيضاء ملوثة بالدم في عيونها الف دمعة على مصير شعوب باكملها تنتظر الفرج والدواء لهذا الداء … اليوم نحن نعيش الذهول من جرثومة لا ترى بالعين المجردة ارعبت العالم، لا فرقت بين غني ولا فقير ..فيروس غير مرئي يعيد الانسان إلى رشده من جديد، ليكسبه شيئا مما تناساه، عله يعيد حساباته الأيكولوجية ، قبل أن تثور الطبيعة مرة جديدة وتسحقه إلى الأبد.
اصحاب الرواتب العليا والكراسي العاجية ما موقفكم اليوم وقد مارستم بكل الوان الحيف ظلم العالم والمفكر والمثقف والطبيب ؟ ما جدوى اموالهم وقصورهم وسياراتهم الفاخرة ..؟؟
لا مجال اليوم للانتهازيين والنفعيين فضحت الجائحة ضعفهم وهوان تدبيرهم .. لا قيمة لهم اليوم وهم يختبئون في بيوتهم كالفئران رغما عنهم ..اخائفون من جرثومة ولا تخافون من الله!!؟ وهو القائل جل علاه:* أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ *
صدق الله العظيم
حان وقت التغيير اما المحاسبة ستاتي بعد الجائحة.. !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى