حول العالم

مشنقة اليمين المتطرف تخنق عنق الإتحاد الأوربي.

جديد24- عزالدين مجدي

تصاعد الأحزاب اليمينية المتطرفة داخل الساحة الأوربية في الفترة الأخيرة يطرح مجموعة من التساؤلات، حول أسباب هذا الإنتشار المتزايد لهذه الأحزاب التي تهدد الوحدة الأوربية .

فإذا عدنا إلى مبادئ هذه الأحزاب المتطرفة نجدها تتشابه فيما بينها خاصة عندما يتعلق الأمر بالعداء للمهاجرين، والمسلمين بشكل خاص ودعوتهم إلى الحد من الهجرة، لأنهم يعتبرونهم يهددون القومية الأوربية، ويسيرون بها نحو ما يسمونه أسلمة أوروبا، القائمة على العلمانية وفصل الذين عن الدولة، كما يرون بأن المهاجرين سبب في ارتفاع معدلات البطالة، وينافسونهم على مناصب العمل، كما يعتبرون المهاجرين ليس لهم الحق في الإستفادة من الثروات التي لم يساهمو حسب اعتقادهم في إنتاجها أو المساهمة فيها لذلك يرون فيهم منافس قوي في سوق الشغل الأوربية، ويدعون بخطابهم الشعبوي إلى إرجاعهم لبلدانهم الأصلية.

بالإضافة إلى أن هذه الأحزاب المتطرفة تكن عداء للإندماج الأوربي الذي لا يحقق تلك العدالة الإقتصادية و الإجتماعية التي تدعو لها بين جل دول الإتحاد، وتعارض سياسات الحكومات الأوربية، التي ترى أنها متساهلة مع ملف الهجرة، ولا تفعل إجراءات جذرية تحد منها كل هذا يهدد الوحدة الأوربية في حال وصول هذه الأحزاب إلى مراكز القرار داخل مجموع الدول الأوربية.

ومن أهم الأسباب التي ساعدت في تنامي هذه الأحزاب، هو تأكيدها على الخصوصية القومية الأوربية وكذلك لأنها تمثل الإتجاه الراديكالي، الذي يستجيب لسخط وغضب المواطنين الأوربيين، إتجاه فساد وعجز الحكومات على مواجهة مشاكل البطالة والحد من الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى الأزمة الإقتصادية لسنة 2008، التي أدت إلى اتباع سياسة التقشف الإقتصادي وتسريح العمال وإنخفاض نسبة النمو، واستغلال هذه الأحزاب المتطرفة لبعض المفاهيم التي تجس نبض الأوربيين، مثل أسلمة أوربا واعتباره خطرا على خصوصيتها الثقافية والعرقية، كل هذا أدى إلى ردة فعل مجتمعية تجاه تزايد أعداد المهاجرين وتصاعد ظاهرة الإرهاب، مما خلق حالة من الخوف أدت إلى الإلتفاف حول هذه الأحزاب التي تحمل أفكار متطرفة، واستغلت هذه الأحزاب كل هذا لصالحها من أجل تحقيق مكاسب سياسية ووصولها للحكم في العديد من دول أوروبا.

كما أن مشكل البريكست البريطاني الذي يعبر بشكل كبير عن المشاكل والإنقسامات الداخلية، التي يعيشها الإتحاد الأوربي والذي يعتبر ضربة قوية للإتحاد، ويذق ناقوص الخطر أمام وحدته التي يحاول زعمائه المتمثلين في ألمانيا وفرنسا الحفاظ عليها، وتعقيد إجراءات البريكست أمام بريطانيا ما أمكنهم وإعطاءه صبغة سلبية، من أجل ردع أي دولة أخرى في التفكير مستقبلا بمحاولة طلب الخروج من الإتحاد محاولين الحفاظ على الوحدة الأوربية مستقبلا، وقطع الطريق أمام انتشار الأفكار اليمينية والخطابات المتطرفة التي تساند الإستقلال والخروج من الوحدة الأوربية، لأنها أحست بالإنتشاروالتوسع المتزايد للأحزاب اليمينية وأفكارها .

وأكدت مجموعة من استطلاعات الرأي التي أجريت في عديد من الدول الأوربية، أبرزها الإستطلاع الذي نشر على صحيفة بيلد الألمانية والتي استنتجت أن الأحزاب اليمينية المتطرفة، ستزيد مقاعدها في البرلمان الأوربي إلى الضعفين في الإنتخابات الأوربية التي ستجرى نهاية هدا الشهر، في حين الأحزاب المحافظة والديمقراطية الإشتراكية ستتلقى خسارة كبيرة .

كل هذا التنامي للأحزاب المتطرفة داخل التكثل الأوربي وتحقيقها لمكاسب سياسية داخل أكبر المؤسسات السياسية الأوربية، يهدد بقاء الوحدة الأوربية التي تعاديها هذه الأحزاب فهل ستكون بالفعل نهاية التكثل الأوربي على يد الأحزاب اليمينية المتطرفة ؟ هذا ما سوف تجيب عنه نسبيا الإتخابات الأوربية التي ستجرى مابين 23 و 26 ماي الجاري.

  صحفي متدرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى