مجتمع

عياد أبلال : الشعوب التي كانت تراهن على الإسلام السياسي تعيش مرارة التجربة وخرابها

جديد24- المحفوظ

  اعتبر الباحث و الأكاديمي المغربي المتخصص في علم الاجتماع و أنثروبولوجيا الثقافة، عياد أبلال، أن تجربة الربيع العربي كشفت الأقنعة و أوضحت الصورة و الرؤية للشعوب كما للأنظمة، مبرزاُ أن الشعوب التي كانت تراهن على “الإسلام السياسي” تعيش الآن مرارة التجربة و خرابها.

   وشدد الباحث وهو أستاذ مؤهل بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين فاس-مكناس، في مقال له، بعنوان “الإسلام السياسي في العالم العربي؛ من المسجد إلى الجامعة”، نُشر يوم أمس، بالموقع الرسمي لـ”مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات و الأبحاث”، (شدد) على أن من أجل تجاوز مرارة تجربة “الإسلام السياسي” و ما أنتجه من خراب، لا بد من “إرادة سياسية قوية في تحديث الفضاء العام، وإعادة النظر في المناهج التعلمية والجامعية، وتثمين الفكر الحر والتنوير الذي لن يتحقق إلا بإشاعة العقل والعقلانية، وهي أسس يجب أن تتأسس عليها مختلف المناهج والكليات ذات الصلة بالدراسات الإسلامية، كما هو الأمر بالنسبة إلى باقي التخصصات على حد سواء”، مضيفاً أن ” تجديد الخطاب الديني يتطلب حتميا نخبا وأطراً ذات تكوين عقلاني وعلمي كفيل بالمساهمة في تنوير المجتمعات ورقيها”.

  وذكر عياد أبلال، الحاصل على دكتوراه في علم الاجتماع الديني من جامعة محمد الخامس بالرباط، وأيضا على دكتوراه في أنثروبولوجيا الأدب العربي من جامعة محمد بن عبد الله بفاس، (ذكر) في ذات المقال، أن “أسلمة الجامعات والمجتمعات العربية معناه القضاء على التعددية والاختلاف والانتصار للصوت الواحد وللمطابقة، وهو ما يعمق من أزمة التبعية والتخلف على كافة المستويات”.

  وأكد على أن “الفشل العربي الحضاري والتنموي، هو فشل فكري بالدرجة الأولى” و تابع قائلا : إن “تجاوز هذا الفشل لن يتم دون تجاوز جذوره الفكرية”.

  هذا، وقد أشار في نفس المقال إلى عدة أسباب مكنت و ساعدت “الإسلام السياسي” من البروز و الظهور في صدارة الأحداث، أبرزها :

  • تصدير الإسلام الوهابي في سبعينيات القرن الماضي بفضل تحالف الولايات المتحدة الأمريكية و السعودية لمواجهة السوفيات في أفغانستان.
  • تحالف السلفية بمكونيها الوهابي و الإخواني آنذاك.
  • الوظيفة السياسية التي لعبتها المساجد و التي انتعشت في السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي.
  • انتشار شعار “الإسلام هو الحلّ” (كأن المجتمعات العربية لم تسلم بعد).
  • تشديد الخناق على الأحزاب اليسارية التقدمية.
  • اختراق الجامعات من التيارات الإسلامية باعتبارها مؤسسات تنويرية.
  • غلق بعض الشعب كالفلسفة و علم الاجتماع و تشجيع الدراسات الإسلامية و الشريعة.
  • إشاعة بأن الفلسفة معادل موضوعي للإلحاد.
  • إشاعة بأن الفكر الاشتراكي خطر أحمر يهدد العباد و يهدد هويتهم ودينهم.
  • اعتقال و اختطاف المناضلين اليسارين بالجامعات، مقابل تشجيع التيارات الإسلامية للهيمنة على الحرم الجامعي.
  • وضع تراتبية للعلوم، و في المرتبة الأولى التي تسمى “العلوم الشرعية”.

صحفي متدرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى