اقتصادجديد24سلايدر

جماعة المفاسيس بين الدمار والحصار +صور

لم تشهد الجماعات الترابية بإقليم خرييكة الفوسفاطية، من حصار و دمار و غبار، مثلما تشهده جماعة المفاسيس، بحكم أنها تعيش وسط مناجم الإستخراج التي تحيط بها من كل الجوانب، و حوّلت طبيعتها إلى ما يشبه مقلعاً كبيراً يغلب عليه اللون الأبيض، ليس بفعل صخور كلسية يتم إستخراجها، و لا بتراب كلسي قد يبرر هذا اللون، بل إن إختراق الغبار الفوسفاطي، و معه بقايا تراب المسالك و الطرق المتعددة المعبّدة بسبب الألات المستعملة المثبتة قرب أماكن حساسة، و الذي فرض إستعمالها اليومي كثل رملية بيضاء قاتلة، تتناثر و تتوزع على كل المكتسبات الطبيعية، إلى أن جعلت منها جحيما حقيقيا، أناخ الحزن بكل أرجائها، و الذي لا يمكن أن تتعايش معه الساكنة المغلوب على أمرها، الفقيرة في أوضاعها و الغنية بثرواتها الفوسفاطية، ذلك الذي يستخرج من بطونها و عن يمينها و عن شمالها و من تحتها، بل يمر أمام أعينها بالناقل المطاطي في كل دقيقة و ثانية.

تعود ازمة جماعة المفاسيس منذ سنين عديدة ،ليس فقط لحظها السعيد كونها جماعة تعيش في قلب الفوسفاط الذي من شانه ان يلتزم بدفاتر تحملاته في تنمية المنطقة ، بعد ان فرض باساليبه الملتوية على الفلاحين الهجرة مقابل تفويت الاراضي بدراهم معدودات الى ادارة الفوسفاط ، بل لانها الغت ،اي ،الادارة انسانية انسان جماعة المفاسيس ، وحقرت دوره وعطلت تنميته تم اسثتماره بطبيعة الحال ، وقد فعلت ذلك احيانا باسم المصلحة العامة، واتخدت بشكل مبطن شعار — الارض مقابل الشغل –الا انه ثبت العكس ، فكان الارض مقابل الدمار والغبار ٠

ان الهاجس الاقتصادي والمالي ،الذي فصل بين الجانب الاجتماعي والانساني ،واعطى للنزوع المادي المبرر الكافي ، لسياسة الاقصاء لمدينة خريبكة ،ومعها بعض الجماعات التي تحيط بمناجم الفوسفاط ، من طرف شركة المكتب الشريف للفوسفاط ، لابد ان يتم مراجعته ، أوعلى الاقل تقديم بديل للتخفيف من الاضرار التي منيت بها الجماعة ، ومعها المواشي والحقول والبساتين والمياه الجوفية التي لايمكن استعمالها لأحقر مخلوق في الكون ، بحكم انها ذات مخلفات صحية خطيرة ، وامراض سرطانية لاتبقي ولاتذر ، لذا ،فانه ليس من العبث ان نسمي الحصار ، الذي تتعرض له الجماعة بحصار الدمار والغبار .

ولعل اي متتبع يرتاب في حقيقة حصار جماعة المفاسيس بخريبكة من طرف منشآت الفوسفاط ،فعليه ان يقوم بزيارة ميدانية ،ليرى ان مخلفات الاستعمال حولت سكان الجماعة المغلوب على امرهم الى شيء (اي التشييء ) او حيوان او مجموعة اعضاء متيبسة ،وكأنها مبرمجة بيولوجيا ، متاثرة بالغبار السام والاورانيوم وبعض المواد الفتاكة ٠وبالتالي لايمكن ان نرى في هذا الاهمال الذي تنهجه ادارة الفوسفاط، ومعها طبعا شركات المناولة ،التي تعد بالعشرات المرابطة في كل مكان بالجماعة ، اهمالا عفويا ، دونما ارتباطه باسباب اعمق ، لا تضع في مخططها انسانية الجماعة ،والذي ادى بطبيعة الحال الى تدمير البيئة ،وقادها الى وضع غير مسبوق يتهدد انسانية سكان الجماعة ، فهل من منفد ياترى في ظل هذا الصمت الرهيب يا اهل التراب ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى