سلايدرقضايا وحوادث

افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الثاني حول القرائية وتدريس الرياضيات بالسلك الابتدائي

افتتحت اليوم الاثنين بالرباط، أشغال المؤتمر الدولي الثاني حول القرائية وتدريس الرياضيات بالسلك الابتدائي، وذلك بمشاركة خبراء في مجال التربية والتعليم ومسؤولين حكوميين وباحثين من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويروم المؤتمر، الذي تنظمه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بحث سبل دعم التمكن من اكتساب أسس اللغة العربية والرياضيات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتبادل وتقاسم التجارب الناجحة وطرح التحديات التي تواجه كل بلد، بهدف النهوض ببرامج القراءة والرياضيات في المرحلة الابتدائية.

كما يشكل المؤتمر، الذي ينظم على مدى ثلاث أيام، مناسبة لتقديم أحدث البحوث في مجال التعليم والتعرف على الوضعية في دول المنطقة، وذلك بغية تقاسم أنجع المقاربات القائمة، واستخلاص الدروس من التجارب الناجحة، في التغلب على الصعوبات التي تواجه المدرسين ومعالجة العثرات التي يعرفها المتعلمون.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، السيد سعيد أمزازي أن المؤتمر، الذي يشارك في أشغاله نخبة من الفاعلين والخبراء التربويين يبلغ عددهم حوالي 80 مشاركة ومشاركا (50 منهم يمثلون المملكة المغربية)، يرمي إلى تحقيق هدفين أساسيين يتمثلان في تقاسم التجارب الإصلاحية المتعلقة بتعزيز التحكم في التعلمات الأساسية في اللغة العربية والرياضيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والاطلاع على آخر الأبحاث العلمية على المستوى الدولي المتعلقة بتعليم وتعلم هاتين المادتين.

وتابع أمزازي أن المؤتمر، الذي يعد الثاني من نوعه بعد المؤتمر الدولي الأول الذي نظمته الوزارة سنة 2014، يناقش محاور أساسية تهم التنمية المهنية للمدرسين من أجل مواكبة الإصلاحات ورفع التحديات التربوية المطروحة، وخاصة ما يتعلق بالتكوين الأساسي للمدرسين، والتكوين المستمر.

ويرصد المؤتمر أيضا، وفق الوزير، دور التقويمات الوطنية والدولية من أجل الارتقاء بالتعلمات الخاصة بسلك التعليم الابتدائي، وتوفير آليات المواكبة، وسبل معالجة التعثرات المحتملة في بلورة وتصريف المنهاج الدراسي، معربا عن أمله في أن يشكل هذا المؤتمر محطة تربوية وعلمية خصبة تنبثق عنها رؤى متجددة وأفكار عملية تمكن من تجاوز مختلف العقبات، وتجديد النماذج التربوية، وإصلاح المناهج التعليمية، وتطوير الممارسات التربوية اليومية.

وأورد أن المؤتمر الدولي قد أدرج مادة “الرياضيات” ضمن محاوره الرئيسية، باعتبارها تندرج كذلك ضمن التعلمات الأساسية، وترتبط بها تحديات كبرى من قبيل تنظيم التفكير، واكتساب القدرة على التجريد والتمكن من أدوات القياس والتفكير المنطقي، وهي قدرات من الضروري اكتسابها من طرف مواطن الغد القادر على رفع تحديات مجتمع المعرفة والمساهم في التنمية المستدامة لوطنه وللإنسانية جمعاء.

من جانبه، اعتبر القائم بأعمال الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، السيد دافيد كرين، أن تنمية المهارات الأساسية في تحسين أساليب تعليم القراءة والرياضيات لدى تلاميذ المراحل المبكرة من التعليم الابتدائي مسؤولية كبيرة، باعتبار تعلم القراءة والكتابة مفتاحي المعرفة التي تعد بدورها مقياسا مهما لتقدم الشعوب.

ونوه السيد كرين بجهود العاملين على البرنامج الوطني للقراءة في إرساء وتعزيز وتجويد برنامج القراءة من أجل النجاح، مبرزا أن هذا البرنامج أبان عن نتائج ناجعة أهمها تعميم المقاربات القرائية وإدماجها في الكتب المدرسية الجديدة اعتبارا من الموسم الدراسي 2018-2019.

كما ساهم البرنامج، يضيف المسؤول الأمريكي، في بلورة دينامية للتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لتطوير منهاج متكامل للغة العربية في السلك الابتدائي، مشيرا إلى استفادة أكثر من مليونين وخمس مائة تلميذ وتلميذة وأكثر من 46 ألف أستاذ وأستاذة ومفتش ومفتشة من البرنامج الوطني للقراءة.

ولم يفت كرين، التنويه بعلاقة الشراكة الوطيدة التي تجمع الحكومة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية منذ قرون، معتبرا أن طبيعة هذه العلاقات القوية مكنت من تحقيق الكثير من الانجازات في مجالات عدة، خاصة التربية والتعليم، حيث عمل المغرب والوكالة الامريكية للتنمية الدولية، لما يقارب 60 سنة، على ضمان تعليم جيد لجميع الأطفال والشباب المغاربة، وتحسين جودة التعليم والتكوين المهني في المرحلتين الابتدائية والثانوية.

ويقدم المؤتمر ضمن حلقات للنقاش، يؤطرها مشاركون من وزارات التربية والتعليم في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مراجعة تقنية لتحديات ونجاحات برامج تحسين تدريس القراءة والرياضيات للصفوف المبكرة في المنطقة، كما تساهم الوفود المشاركة في إقرار الخطوات التالية في تدريس القراءة والحساب بنجاح، كما يبرز المنهجيات الحديثة لدعم المهارات العليا في القراءة والكتابة، فضلا عن تسليط الضوء على الاستراتيجيات المتطورة لتعليم كافة الطلاب من خلال التطوير المهني للأساتذة.

ويشكل فرصة أيضا للمشاركين لتبادل التقييمات والموارد التدريبية التي يمكن تطبيقها في سياقات مختلفة، وبحث مجالات جديدة للاستثمار في التطوير المهني، بما في ذلك بناء قدرة المعلمين على تدريس القراءة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة واللاجئين الذين هم في حاجة إلى دعم علاجي والطلاب الذين يعيشون في بلدان تجتاحها الأزمات والنزاعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى